الحياة الاجتماعية في الإسلام
طبقات المجتمع وتطورها
أولاً عناصر السكان في المجتمع الإسلامي :-
تكون المجتمع الإسلامي من عنصرين هامين نشأ بينهما التمازج والاختلاط هما العنصر العربي وعنصر الموالي
اما بالنسبة للعنصر العربي فهو الأصل العربي الذي كون الدولة الإسلامية ، كما أنه العنصر الأساسي والرئيسي الذي تولي حكم الدولة الإسلامية بالاضافه إلي أنه العنصر الذي أنتصر علي أكبر دولتين في وقته وهما الفرس والروم . مما أدي إلي شعور العنصر العربي بالفخر والعزة والثقة والاعتزاز بأصله العربي
بالنسبة للعنصر العربي في العصر الأموي :-
لقد واجه العنصر العربي في العصر الأموي نوعين من الصراع كان أولهما الصراع بين العرب وغير العرب ، والثاني صراع بين العرب أنفسهم”اليمنية والقيسية” مما أدي في النهاية إلي تدهور وضعف الدولة الأموية وسقوطها .
بالنسبة للعنصر العربي في العصر العباسي :-
فلقد تضاءل وزن العرب السياسي في ظل العصر العباسي وذلك يرجع إلي اعتماد العرب علي عناصر غير عربية في إدارة شئون الدولة الإسلامية حيث كانت السيطرة علي الدولة الإسلامية في العصر العباسي الأول كانت للفرس أما في الدولة العباسية الثانية فكانت السيطرة للأتراك ، بالاضافه إلي هجرة العنصر العربي إلي بلاد غير بلادهم ، بالاضافه أيضا إلي مرابطة الجيوش في الثغور والمواني بعيداً عن مركز الحكم ، وانتقال الموالي إلي بلاد العرب .
إما بالنسبة لعصر الموالي فمعناها في اللغة العربية “التبعية” بالاضافه إلي ان هذا الاسم أطلق علي الشعوب غير العربية التي خضعت للعرب ومن أشهر بلاد الفرس والروم والأتراك والبربر والأرمن وآخرون .
ولقد دخل الموالي الإسلام وشاركوا في الحياة الإسلامية في شتئ فروعها وبالرغم من ذلك فقد ظلوا موالي تابعين للعنصر العربي .
وبالرغم من أن الإسلام في حد ذاته يدعو إلي المساواة بين كل المسلمين إلا أنه عندما طلب الموالي المساواة رفض العرب المتعصبين ذلك مما ادي في النهاية إلي اشتراك الموالي في اخطر الثورات التي قام بها العلويين والخوارج ضد الدولة الإسلامية .
ثانياً الترتيب الطبقي في المجتمع الإسلامي :-
لقد أنقسم المجتمع الإسلامي إلي عدة طبقات من خلال نظام هرمي كالتالي :-
1- طبقة الحكام (الطبقة الخاصة) :-
هي من أعلي طبقات المجتمع الإسلامي وهي تأتي علي قمة الهرم الاجتماعي ، حيث أنها تتكون من الخلفاء والأمراء وأفراد البيت الحاكم وكبار رجال الدولة والوزراء وكبار القادة وقد كانت تتمتع بالنفوذ والسلطة والغني والثروة.
كما أنها في العصر العباسي الأول كانت السيطرة في تلك الفترة للفرس اما في العصر العباسي الثاني فقد كانت السيطرة للترك .
2-طبقة العلماء والتجار
ولقد اتصفت هذه الطبقة بقربها من النظام الحاكم واعتبرها من الطبقة الخاصة ويأتي ذلك نتيجة اهتمام الحكام بالعلماء والفقهاء والأدباء بالاضافه إلي تحديد رواتب ثابتة لهم كما حددوا لهم أماكن قريبه من مجالسهم بالاضافه إلي تخصيص زي خاص بهم .
ولقد كان للعلماء تأثيراً إيجابياً قوي في المجتمع حيث أنهم قاموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاضافه إلي أنهم تصدوا للحكام المنحرفين وحاربوا التحلل والزندقه في العصر العباسي وكان من أبرزهم علماء المعتزلة .
أما بالنسبة للتجار فقد استطاعوا جعل التقدم الاقتصادي في الدولة الإسلامية حيث يمثلون أرستقراطية المال وكان بعض التجار من العلماء ، وكان كبار التجار يتاجرون في سلع الشرق الغالية وارتبطوا بقصور الخلفاء وكبار رجال الدولة كما أنهم كانوا يشاركون الحكام في تجارتهم .
3- الصناع والحرفيون
فهي الطبقة الناشطة والوسطي في المجتمع الإسلامي حيث أنهم عاشوا في المدن وقاموا بالحفاظ علي العادات والتقاليد ، ولقد كان لكل حرفه “عريف” خاص بها وهو المسئول عنهم أمام الدولة في تحقيق مصالحهم ، ولقد كان لكل حرفة منطقة خاصة بهم معرفة بأسمائهم ولقد ارتبطوا فيما بينهم بروابط الزواج فكانوا أشبه بالعائلة الواحدة. كما أن تلك الطبقة قد كانت تميل إلي طبقة العامة في ثوراتهم ضد الطبقة الحاكمة .
4- عامة الشعب
وهي الطبقة التي تتضمن أغلب الشعب ولقد احتلت تلك الطبقة قاعدة الهرم الاجتماعي وتشمل هذه الطبقة الفلاحين والعمال وصغار التجار وصغار الحرفيين .
خرجت من طبقة العامة جماعات ثورية لها تنظيمات عسكرية ومدنية شاركت في الثورة علي الحكم العباسي ومن اهم هذه الثورات ثورة الزنج والقرامطة وقد قاموا بأعمال سرقة ونهب ، ولقد كانت الدولة في وقت ضعفها تقوم بتقديم الهدايا والعطايا للطبقة العامة اتقاء لشرهم حني لا يقوموا بالثروة ضدهم .
5- الرقيق
معناها هو كل من فقد حريته وأصبح ملكاً لغيره ، ولقد سمي المسترق الأبيض “المملوك” والأسود “بالعبد” والمسترقة البيضاء “بالجارية” والسوداء “أمة” .
كما أن الإسلام دعي إلي تحرير العبيد وقد أنتهي الآن هذا النظام وأصبح الأسير يعامل علي حسب الاتفاقات والمعاهدات الدولية